الذكاء الاصطناعي التوليدي حول العالم

يتمتع عملاء Automation Anywhere دائمًا بأفضل رؤية لاقتصاد التشغيل الآلي. فلقد رأيت ابتكاراهم وإبداعهم بنفسي خلال أسفاري حول العالم، والالتقاء بالعملاء وورش العمل الرائدة في مجال الابتكار لصالح برنامج Pathfinder الخاص بنا. وقد دار عدد كبير من محادثاتنا في الأشهر الأخيرة حول كيفية الجمع بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والتشغيل الآلي من أجل تحقيق تأثير أكبر.

بدأنا برنامج Pathfinder لمساعدة العملاء على زيادة تأثير برامجهم الخاصة بالتشغيل الآلي على مستوى العالم، وكان البرنامج زاخرًا بالتوجيهات المفيدة من الخبراء والنظراء. كان الذكاء الاصطناعي (AI) موضوعًا رائجًا في المجتمع، ولم يسفر ما جاء من هجوم في المقالات على الإمكانات الثورية للذكاء الاصطناعي التوليدي إلا عن تزايد ذلك الاهتمام.

يتخيل هؤلاء العملاء بالفعل حالات استخدام جديدة ومبتكرة تستفيد من إمكانات منصة Automation Success، والتعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتحليل البيانات المعقدة، التي تعمل على تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويُعَد هذا تغييرًا أساسيًا في كيفية تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي؛ إذ يوسِّع نطاق ما هو ممكن إلى حد كبير. فما نعدُّه تشغيلاً آليًا نموذجيًا أو قياسيًا يعالج العمليات المتكررة المستندة إلى القواعد. لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح المجال لفرص التشغيل الآلي لمهام مثل معالجة المستندات المعقدة وترجمة اللغات والوصول إلى العملاء وغيرها.

يمكن أن يساعدك كل من التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي التوليدي على تحقيق مستويات إنتاجية جديدة واكتشاف معلومات معمقة قيمة تتعلق بالأعمال قد يغفل عنها البشر لولاهما. يستكشف عملاؤنا بالفعل عدة حالات استخدام مبتكرة للتشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي التوليدي، وهذه الأفكار من شأنها تحويل الكيفية التي يعمل بها نشاطك التجاري مرة أخرى.

الذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم المطورين غير المتخصصين

يفتقر المطورون غير المتخصصين إلى خلفيات علوم الحاسبات، لكنهم مزودون بالمهارات اللازمة لبناء برامج التشغيل الآلي. وعادةً ما يكونون من مستخدمي الأعمال ذوي الحماس الذين حددوا العمليات المؤهلة للتشغيل الآلي ويريدون إنشاء حلول دقيقة لتلبية احتياجاتهم. إنها نظرية الذيل الطويل في التشغيل الآلي، التي تتبع نهجًا شعبيًا للاستفادة من فرص التشغيل الآلي على نطاق واسع، وكذلك توسيع نطاق تأثير برنامج التشغيل الآلي، وتمكين فِرق الأعمال من إيلاء الأولوية إلى جهود التشغيل الآلي. ومع ذلك، يحتاج المطورون غير المتخصصين عادةً إلى قدر لا بأس به من التدريب، ويطرحون أسئلة متكررة قد تجب على المطورين الأكثر خبرة الإجابة عنها.

يفكر أحد عملاء Automation Anywhere في أستراليا في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير الدعم الآلي للمطورين غير المتخصصين المدربين حديثًا. على سبيل المثال، إذا رأى مطور غير متخصص رسالة خطأ، فيمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي نصائح ذات صلة حول استكشاف الأخطاء وإصلاحها بسرعة. إنها طريقة مبتكرة للمساعدة على توسيع نطاق جهود المطورين غير المتخصصين من دون إثقال كاهل المطورين ذوي الخبرة أو التسبب في حدوث تكدس في الدعم. وإذا احتاج مطور غير متخصص إلى تصعيد المشكلة، فيمكن للمطورين ذوي الخبرة تخطي الخطوات الأساسية لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها لتوفير تجربة دعم أسرع.

الذكاء الاصطناعي التوليدي لمعالجة البيانات غير المنظمة

إن معالجة البيانات المستندة إلى النماذج أمر مشترك بين كل الأنشطة التجارية. تكون المعالجة الآلية بسيطة نسبيًا عندما تحتوي النماذج على بيانات منظمة توجد في مواقع ثابتة. بينما تحتوي النماذج التي ليس لها تنسيق محدد على بيانات شبه منظمة، وهي أمر أكثر تعقيدًا في فهمه. فكر في تاريخ أو رقم حساب يظهر في مواقع أو حقول مختلفة حسب نوع النموذج. يُعَد Document Automation من Automation Anywhere خيارًا رائعًا عند استخراج البيانات من النماذج المنظمة أو شبه المنظمة. أما البيانات غير المنظمة هي الأكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر باستخراج بيانات يمكن الاعتماد عليها. فقد يكون الموقع الدقيق للبيانات غير المنظمة غير معروف أو مختلط بمعلومات أخرى أو غير ذات صلة، كما هو الحال مع بريد إلكتروني أو صورة.

يستكشف أحد عملاء Automation Anywhere في المملكة المتحدة الذكاء الاصطناعي التوليدي بالاقتران مع Automation Anywhere لمعالجة مستندات الأعمال التي تحتوي على بيانات غير منظمة مثل العقود والأبحاث العلمية والتقارير المالية ربع السنوية ورسائل البريد الإلكتروني للعملاء وغيرها. فالبيانات غير المنظمة الواردة في ملف بتنسيق PDF -على سبيل المثال- يمكن استخراجها عبر OCR وتمريرها إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستخراج البيانات المطلوبة بذكاء وتعبئة حقل البيانات تلقائيًا. يمكن من خلال هذه العملية إنشاء ملخصات للمستندات التقنية أو المفصلة بدلاً من تكليف إنسان بقراءتها وفهمها وتقديم لمحة عامة عنها يدويًا (وببطء!).

الذكاء الاصطناعي التوليدي للتشغيل الآلي المرن

تتلقى البرامج -خاصة التطبيقات المستندة إلى السحابة- تحديثات متكررة تؤثر في العمليات الآلية الحالية. ويمكن أن تسبب هذه التغييرات مشكلة بالنسبة إلى الروبوتات المدربة على التشغيل الآلي للمهام باستخدام واجهة معينة أو نقل البيانات باستخدام تكامل لواجهة برمجة تطبيقات (API) أصبح قديمًا الآن. وهذه التحديثات التي تعطل عمل التشغيل الآلي يمكنها أن تؤدي كذلك إلى مقاطعة العمليات الضرورية للمهام وتقويض جهود التشغيل الآلي والمقاييس والتقدم نحو الأهداف. لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على اكتشاف تغييرات التطبيقات والتكيف معها من دون انقطاع، بل وإخبار فريق التشغيل الآلي بتفاصيل التغييرات.

يدرس أحد عملاء Automation Anywhere في الولايات المتحدة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين كيفية استجابة عمليات التشغيل الآلي للتغييرات التي تطرأ على واجهات التطبيقات. قد لا تكون نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي متوفرة حتى الآن، ولكن فلنفرض أن زر الإرسال قد تحرك من مكانه في إطار تحديث التطبيق. تقوم عملية التشغيل الآلي التقليدية بإرجاع خطأ عندما لا تتمكن من إرسال المعلومات. ولكن بإمكان الذكاء الاصطناعي التوليدي مسح واجهة التطبيق لتحديد موقع زر الإرسال استنادًا إلى الكود أو التصميم أو العلامات المرئية أو عناصر أخرى. وبمجرد العثور عليه، يمكن تحديث عملية التشغيل الآلي تلقائيًا، وتنبيه المطورين لمراجعة التغيير، واستمرار العملية دون انتظار المطور ليقوم بإجراء التحديث المطلوب.

ما التالي في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والتشغيل الآلي

إذا كنت تصدق الشخصيات المؤثرة، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على تغيير مسار الإنسانية. وكدليل ملموس على ذلك، تمنح المحادثات التي تجرى مع عملاء Automation Anywhere لمحة عما هو قادم، وهو مجال رائع يقود فيه كل من التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي بعضهما بعضًا إلى آفاق جديدة.

إن المساعدين الرقميين أمثال Siri وAlexa قد جعلونا نعتاد على الاستخدام المحدود والمبسط للذكاء الاصطناعي في أداء المهام الأساسية. إلا أن قدرات منصة Automation Success مجتمعةً مع الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل مبتكر تفتح الباب أمام إمكانات جديدة ومثيرة، وسيتحدد المستقبل وفق كيفية جمعنا بين التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي بصورة خيالية لحل مشكلات الأعمال المعقدة.

إننا نشهد اليوم الذي تعدِّل فيه العمليات نفسها ديناميكيًا حسب تعقيبات الآلة ومعلوماتها المعمقة، وتصبح الروبوتات أكثر ذكاءً وتنوعًا في الاستخدامات؛ إذ تقوم بالأعمال غير المنظمة بالإضافة إلى المهام الروتينية. سوف يسرِّع الذكاء الاصطناعي التوليدي من خطانا نحو هذا المستقبل، لأن التشغيل الآلي سيفهم السياق، ويتعلم، ويتكيف مع التغيير. سيبدأ مزيد من الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بطرق غير متوقعة، وإطلاق العنان لإمكانات عمالها الحقيقية لتشكيل حدود جديدة لما هو ممكن. الأفضل لم يأتِ بعد، وحدُّك الوحيد هو خيالك.