يعمل التشغيل الآلي، المعزز بالذكاء الاصطناعي (AI) وتحليل البيانات، على تحويل جميع المؤسسات والمجالات جذريًا للأفضل على مستوى العالم. وفي حين أن الكفاءة التشغيلية تعتبر من المحفزات الرئيسية، فإن فوائد التشغيل الآلي أكبر بكثير من مجرد توفير التكاليف. وسواء أكان الهدف هو تحسين جودة المنتجات والخدمات، أو زيادة رضا العملاء، أو رفع جودة عمل الموظفين، أو جمع الكميات المتزايدة من البيانات للحصول على الرؤى، فإنه يتم اعتماد التشغيل الآلي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.
إخراج المهام التي بمقدور الروبوتات إنجازها من حياة البشر
تتوقع شركة Gartner أنه بحلول عام 2020، ستصل نسبة الشركات الكبيرة التي ستكون قد اعتمدت تقنية التشغيل الروبوتي للعمليات (RPA) إلى 40%، مقارنةً بأقل من 10 بالمائة اليوم. وخلص بحث أجرته شركة McKinsey إلى أن تطبيق التشغيل الآلي على عملية إعداد الموارد البشرية قلصت وقت الإعداد بنسبة 50 بالمائة والتكلفة بنسبة 80 بالمائة. كما تشير الأبحاث الحديثة من كلية لندن للاقتصاد إلى أن الشركات يمكنها تحقيق أكثر من 500% كعائدات على الاستثمار بفضل التشغيل الآلي، من خلال جعل عمليات الأعمال أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة، مع تعزيز جودة العمل البشري أيضًا.
نقضي حاليًا نحو 10 إلى 20 بالمائة من وقتنا في المهام العادية المتكررة التي يمكن تشغيلها آليًا بسهولة. باستخدام تقنية RPA، يمكن للشركات أن تنقل عبء هذه المهام المرهقة إلى مقومات العمل الرقمية، مما يمنح العاملين من البشر مزيدًا من الوقت لتعزيز إنتاجيتهم والعمل على مشاريع إبداعية. وفقًا لمجلة Forbes، فإن التشغيل الآلي سيوفر على الموظفين من ستة إلى تسعة أسابيع من جهدهم كل عام، مما يوفر على الشركات أربعة ملايين دولار سنويًا. يمكن إعادة استثمار هذا الوقت المتوفر في فرص التطوير الوظيفي والنمو الشخصي، مما يجعل العمل أكثر اتسامًا بالطابع البشري.
مع ذلك، قد يكون دفع اعتماد تقنية RPA على مستوى المؤسسة عملاً مستنفدًا للوقت.
توسيع نطاق التشغيل الآلي على مستوى المؤسسة
في حين أن شركات كثيرة جدًا تتبنى التشغيل الآلي الذكي، إلا أنها غير قادرة على توسيع نطاق التشغيل الآليبالسرعة الكافية. وفقًا لشركة McKinsey، فإن حوالي 60 بالمائة من جميع المهن لديها ما لا يقل عن 30 بالمائة من أنشطتها قابلة للتشغيل الآلي من الناحية الفنية، استنادًا إلى التقنيات المطروحة حاليًا. ومع ذلك، يشير تقرير صدر مؤخرًا لشركة Deloitte إلى أن 3بالمائة فقط من المؤسسات الكبيرة لديها أكثر من 50 روبوتًا في الإنتاج.
يتمثل أحد الأسباب الرئيسية في أن مشاريع التشغيل الآلي مبنية حاليًا حول المهام الحرجة وتنفيذات العمليات التكتيكية. إن توسيع نطاق تقنية RPA على مستوى المؤسسة ينطوي على تحديد فريق متعدد الوظائف لتخطيط عمليات الأعمال ونشر مطورين لإنشاء الروبوتات. وقد تستغرق عمليات الأعمال المعقدة عدة أشهر لتشغيلها آليًا، مما يؤدي إلى بطئ في تحقيق عائد الاستثمار المنشود من التشغيل الآلي.
ماذا لو تمكنت الشركات من مواءمة مبادرات التشغيل الآلي بشكل أفضل حول الأدوار البشرية بدلاً من عمليات أو مهام الأعمال؟ ماذا لو كانت وظيفة التشغيل الآلي المرتكزة على البشر والمحزَّمة مسبقًا يمكن أن يتم تعهيدها جماعيًا ونشرها من نظام اتصال مشترك لخبراء في العمليات والتشغيل الآلي من خلال سوق عبر الإنترنت؟
ستتم مناقشة إجابات هذه الأسئلة، بالإضافة إلى العديد من الإجابات الأخرى، في ندوتنا عبر الويب. سجّل الآن في ندوتنا عبر الويب - تعرَّف على العامل الرقمي الجديد - في 29 يناير 2019 لمعرفة المزيد.